سعد الأوسي
آن صلاح بنت عراقية أجودية شجاعة جميلة الملامح ذات ابتسامة واثقة وشخصية كاريزمية حاضرة، وهي في الوقت ذاته اعلامية ذات اطلالة ساحرة على قناة العراقية الرسمية، قدمت عبرها اكثر من برنامج ناجح، امتيازها الاوضح انها حرًّة الفكر والرأي والموقف، تدافع عن حقوق الشعب وتنتقد الاداء الحكومي فساداً وتقصيراً وبيروقراطية جوفاء، وهي كذلك من اشد المدافعات عن قضايا المرأة العراقية وعبر اكثر من منظمة مجتمعية. وكثيرا ما طالتها يد الاستهداف والتشهير والبطش الفكري وقمع الرأي بسبب آرائها و مواقفها الجريئة.
وربما كان القرار التعسفي العاجل الذي صدر بحقها من قبل شبكة الاعلام العراقي بحجبها عن الظهور في الشاشة وايقاف برنامجها ومعاقبتها ونقلها الى الاذاعة، بسبب انتقادها الاداء الحكومي، أدلّ مايكون على سلف الحديث عنه.
وكانت آن قد قالت في منشور على احدى شبكات التواصل الاجتماعي :
( انّ بناء اربع مجسّرات ونفقين قد كلّفنا لحد الان زيادة في سعر البنزين و اللحم و الدولار وطبقة البيض وباقة الكرفس ، في بلد الايجارات فيه مرتفعة جدا واجور الكهرباء يدفعها المراطن مرتين، مرّةً للحكومة ومرّة لابو المولّدة ومن زختي مطر تغرق العاصمة، في بلد عنده 8 مليون موظف يذهبون للعمل كل يوم من اجل دفع اقساط قروضهم !!! ).
وكأنها بهذا المنشور (الصغير) قلبت الطاولة على رأس الحكومة (الكبير) !!!.
فقامت الدنيا ولم تقعد على آن (المسكينة) ودقّت عليها طبول الحرب الرسمية مع انها لم تقل الا الحقيقة الجليّة الواضحة التي نعرفها جميعا ونتداول وقائعها في احاديثنا اليومية من اصغرنا الى اكبرنا ومن اجهلنا الى اعلمنا، مع فارق بسيط وهو ان (آن صلاح) موظفة حكومية في بلد تعتقد حكومته انها الحاكمة بامر الله و المالكة لرقاب موظفيها ملك اليمين ، وليس من حق احد منهم ان ينتقدها حتى وان بالت في محراب المسجد او يدين فاسدا عفناً فيها حتى وان لاط بخنزير ميت .
لم تجد المذيعة المحالة على التحقيق والمعاقبة بالحجب والايقاف والنقل، مرجعاً او راعياً تشكو له او تتظلم عنده من الجور والجبروت فالخصم هو الحكم والحامي هو الحرامي والملاذ المأمن هو قاطع الرقبة ولا مهرب من الرمضاء الا الى النار، لذلك قررت ان تهرب وتبتعد عن ميدان الصراع غير المتكافئ هذا بصمت اللامنتصر واللامهزوم كي تمنح المسؤول السياسي او الاداري الواقف ببسالة وراء قرار شن الحرب عليها، بتقديم طلب الاجازة بغير راتب لمدة خمس سنوات !!؟؟
لم تمر الا فترة وجيزة على استقالة (آن) حتى جاءها اتصال قناة UTV الفضائية المملوكة لخميس الخنجر وولده المدلول (سرمد) الاعلامي العبقري الفطحل مردوخ الصحافة والاذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون، يدعوها الى مقر القناة لمقابلة وعرض عمل.
في اليوم التالي استقبلها في احد مكاتب القناة شخص مريب يدعى عمار العبيدي لم نسمع باسمه في الوسط الاعلامي من قبل، و دار بينهما حوار غريب لم تتوقعه ابدا بعد ان اغرقها بعبارات الترحيب والاعجاب المهني والشخصي بمسيرتها الاعلامية، وكثير من اشارات الزحف والملحسة واللواگة .
وحين سألته عن البرنامج الذي اختاروها له، اجاب: اختاري اي برنامج تريدين وبالراتب الذي تحددين، انتِ أؤمري واحنا ننفذ، ويجب ان تعرفي انني اريدك باي ثمن !!!
استغربت (آن) من تفاهة هذا العرض الملئ بالمغريات الرخيصة والذي تفوح منه رائحة عفونة واضحة ، لانه ينطوي على قرار مالي واداري اعلى من مسؤوليته وصلاحيات منصب هذا الاحمق في القناة، وعرفت على الفور انه ليس سوى (قوّاد) رخيص انيطت به مهمة اقناعها للدخول في ماخور هذه القناة، بأمر من كبيره الذي علّمه العهر.
سألته بغضب واضح : ماذا تعني بانك تريدني ؟
قال : اريدك يعني اريدك
قالت : كيف تريدني ؟
قال : اريد ان اضاجعك !!!؟؟؟
خلعت آن فردة حذاءها لتهوي بها على رأس هذا السافل الزنيم الذي تأكدت بانه ما تجرّأ على هذا القول السافل في هذا الموضع لنفسه بل لولّي نعمته الذي لم يرد ن يظهر في الصورة اول الامر حتى يتأكد من استجابتها و قبولها لعرضه الوضيع.
قالت آن وباعلى صوت كي تُسمع كل العاملين في القناة : اسمع يا عمار الكلب، قل لخميس الخنجر شيخك العضروط هذا، انه يستطيع ان يكون مليارديرا يملك الطائرات واليخوت والفنادق والفضائيات وسياسياً له شنّة و طنّة وكتلة وتيار، الا انه لا يمكن ان يكون آدمياً محترماً ابدا او رجلاً بين الرجال.
وقل للتافه الآخر ابنه وخلفه سرمد الذي هو كلب العن من ابيه، انك تستطيع ان تملك قناة فضائية او اثنتين او الفاً حتى، و تستطيع تشتري افخم السيارات وتستحوذ على اضخم الاستثمارات و تتلاعب بوزارات الدولة ودوائرها ووزاراتها على حس ابيك الحرامي الخسيس، الا انك تخسأ ان تصل الى كعب حذائي القديم او تفكر بأن تلمس خيطا من طرف ثوبي، لانني عراقية حرّة أصيلة لا يجدر ان يطمع بها مثل هذه البغال الهجينة القميئة.
هزّ صوت آن الغاضب اسماع العاملين في قناة ال UTV لكنه مع الاسف لم يهزّ نخوتهم ولا مروءتهم لانهم كما يبدو قد تدجنوا و تعودوا على سماع مثل هذه القصص والسفالات في كواليس واروقة القناة ، بينما كان عمار العبيدي الذي يرتجف خوفاً امام حذاء آن صلاح يرجوها متوسّلاً ان تمسح الخطأ بلحيته وان تنسى ماقال وتقبل اعتذاره.
قالت: اعتذارك مرفوض لان مثل هذه الحقارة لا يمحوها اي اعتذار، ولن ابصق في وجهك قبل ان اخرج لان امثالك لا يستحقون مثل هذا الشرف ولكني سابصق عليك للأسف (( تفووووووووو )) على وجهك القبيح وتفووووووو لشيوخك ياعارات ……!!!.
الغريب ان هذا الحدث مرّ عليه اسبوع كامل ولم يقدم مالك القناة او مديرها او أيٌّ من مسؤوليها على الاتصال معتذرين للإعلامية آن صلاح عما حدث مع ان اصداءه ماتزال تدور ساخنةً في اروقة القناة بل وفي اغلب الاوساط الاعلامية، وفي ذلك دلالة واضحة على ان الصعلوك عمار العبيدي ليس سوى اداة استخدمها سيّده لتحمل قذارات رغباته الى آن صلاح و ربما الى سواها من الاعلاميات سابقات و لاحقات بكل تأكيد.
وانا على يقين ان اية جهة مسؤولة لن تتحرك للتحقيق في هذا الموضوع مع انه يمكن في حال ادانته ومعاقبته ان يصبح سابقة لظاهرة التحرش بالاعلاميات العراقيات من قبل مالكي بعض القنوات ومديريها، والوقائع والشواهد والقصص على ذلك كثيرة يعرفها القاصي والداني في الاعلام العراقي.
لذا يجب ان لا نستغرب ولا نستنكر ان نرى تسلل العديد من الساقطات والعاهرات الى شاشات الفضائيات العراقية عبر غرف النوم بعد تقديم اوراق اعتمادهن وخدماتهن (الجنسية) الى اصحاب القنوات حتى وان كان البعض منهم شيخ نص ردن تقليد مو اصلي متعود على شرب الدارسين، او كان بزازاً رخيصاً في سوق البزّازين….!!